عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة بأنها حاله من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا   لا مجرد انعدام المرض أو العجز حيث أن التنمية الصحية هى عنصر أساسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فالأصحاء أكثر قدرة على الإنتاج في شتى الميادين لذلك أولت مصر اهتماما كبيرا برفع المستوى الصحي عن طريق وضع وتنفيذ مجموعة من البرامج والسياسات الصحية التي من شأنها النهوض بالمستوى الصحي لأفراد المجتمع وذلك عن طريق التكنولوجيا الحديثة في تشخيص وعلاج الأمراض مع محاوله إدخال البرامج الصحية التي تخدم فئات بعينها تحتاج إلى رعاية خاصة مثل برامج التطعيمات التي تقدم للأطفال أو برامج الصحة الوقائية من بعض الإمراض المعدية أو الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وقد حققت هذه البرامج أثار إيجابيه على مؤشرات الصحة في مصر مما أدى إلى خفض كل من معدلات الوفيات العامة ووفيات الأطفال والرضع وارتفاع توقع الحياة عند الميلاد .

يلاحظ من دراسة الحالة الصحية أنه مع زيادة الاهتمام والرعاية الصحية التي يلقاها الأبناء الذكور منذ ميلادهم فإن صحتهم أضعف ومقاومتهم للمرض أقل ووفياتهم أعلى ، وإنه بالرغم من إهمال بعض الأسر للإناث والتحيز الواضح في كثير من الأحيان للذكور فإن الله قد حبا الإناث بقوة ناشئة من عوامل بيولوجية تتحدى وتقاوم بها المرض ومن الغريب أيضاً أن بعض العادات والتقاليد التي تحد من حرية البنت وتقيد وتحكم تصرفاتها كانت في صالحها حيث جعلتها أقل إصابة بالأمراض المعدية التي تصيب الذكور نتيجة للحرية التي ينعمون بها والتي تصل في بعض الأحيان إلى الانحلال الذي قد يؤدي إما إلى الإدمان أو العلاقات الغير مشروعة والتي تصيبه بأخطر وأصعب الأمراض. وسوف يتم في هذا الفصل إستعراض العلاقة بين الصحة والنوع الاجتماعي   من خلال بعض المؤشرات المرتبطة بالصحة

تحميل الملف