كلمة
السيدة السفيرة / مرفت تلاوي
رئيسة المجلس القومي للمرأة
في مؤتمر
" أجندة واحدة للمساواة بين المرأة والرجل"
بمملكة الأردن
7-8 يونيو 2013
السيدات والسادة:
إنه لمن دواعي سروري أن أشارك اليوم في مؤتمر " أجندة واحدة للمساواة بين المرأة والرجل" وسط هذا الحشد الكريم ،وخالص تقديرى للمنصة الجليلة والحضور المشرف.
واسمحوا لي باسم المجلس القومي للمرأة أن أعرب عن بالغ الإمتنان لجميع الهيئات الدولية التي أعدت هذا المؤتمر الهام.
إن الديمقراطية الحقيقية تعنى حصول المرأة على حقوقها المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية على قدم المساواة مع الرجل، ولن يتأتى ذلك دون مشاركة حقيقية من المرأة فى مواقع صنع القرار و دون إنتقاص لأى وجه من اوجه هذه الحقوق.
وعلى الرغم من تأكيد كافة المعاهدات والمواثيق الدولية على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حصول المرأة على كامل حقوقها ،وضمان مشاركة فعالة للمرأة في مراكز صنع القرار ، إلا أن الواقع يكشف عن قصور واضح في حصولها على حقوقها ومشاركتها ومساوتها بالرجل ، ووجود ممارسات تمييزية ضدها تضعها فى مرتبة أقل من الرجل مما يشكل عائقاً رئيسياً لتحقيق التنمية ،والديمقراطية.
لذلك تعتبر الأمم المتحدة "حقوق المرأة ومساواتها بالرجل ومشاركتها فى جميع مناحى الحياةموضوعاً من أهم الموضوعات التي يجب على دول العالم الاهتمام به نظراً لارتباطه الوثيق بما يعانيه العالم اليوم من تقهقر شامل في كل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما أن التقارير الدولية لتصنيف تقدم الدول تضع مبدأ المساواة ومشاركة المرأة أساساً لهذا التقييم .
ويخطئ من يظن أن المرأة في مصر والعالم العربى كانت بعيدة عن المشاركة في جميع مناحى الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ،إلى جانب اسهامها الفعّال فى العمل العام ، فالتاريخ أثبت مشاركتها الفاعلة فى تغيير واقع مجتمعها على مر العصور 000 فليس بإستطاعه أحد إنكار ان المرأة هى أول من يضحى وللأسف هى أخر من يستفيد ...وليس أدل على ذلك من حال المرأة العربية عقب ثورات الربيع العربى فعلى الرغم من نضال المرأة ومشاركتها فى تلك الثورات ،ووقوفها جنباً إلى جنب مع الرجل دفاعاً عن حقوق جميع المواطنين- رجالا ونساء- في الحياة الكريمة، والحرية والعدالة الاجتماعية...إلا أن سيطرة التيار الدينى فى العديد من الدول العربية على مقاليد الحكم وظهور تيارات متشددة أخرى جعل المرأة تتعرض لأنماط جديدة من العنف ،والإقصاء ،حيث يتم استغلال التفسير الخاطئ للدين إلى جانب العادات والتقاليد كأدوات ضد المرأة، بشكل يدفع الوضع الاجتماعي للمرأة نحو القهر والتمييز .
فجميعنا يلاحظ انه عند بداية الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير المجيدة فى مصر بدأ الإتجاه واضحا لتهميش المرأة ،وتجلى ذلك من خلال تعيين الرجال فقط لصياغة دستور مصر الجديد ،والتمثيل الهزيل للمرأة داخل اللجنة التأسيسية لصياغة دستور مصر الجديد، وإلغاء كوتة المرأة داخل مجلس الشعب مما أدى إلى وصول 9 سيدات فقط من أصل 508 لعضوية مجلس الشعب ،علاوة على محاولة بعض أعضاء التيارات الإسلامية تغيير القوانين القائمة المعنية بحقوق المرأة،والمناداة بعودتها إلى المنزل وإقصاءها
كما تجاهل الدستور الجديد النص على الحقوق الأساسية للمرأة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، كما تم عزل عدد من النساء من المواقع القيادية و التنفيذية ،أو بالنقل التعسفى أو عدم الحصول على حقهن فى الترقيات للوظائف الأعلى ، مما يعد توجهاً لإقصاء المرأة من المشاركة ومن شغل المناصب القيادية .
السيدات والسادة :
نتيجة هذا القهر الذي تعاني منه المرأة على مر العصور حرصت الأمم المتحدة منذ منتصف القرن الماضي على إقامة المؤتمرات وإصدار الإعلانات وتوقيع الاتفاقيات التي تعمل على تأمين هذه الحقوق والتي تلزم بموجبها الدول المنتمية إلى عضوية الأمم المتحدة على التوقيع عليها وتنفيذها ،ومنها على سبيل المثال :
المؤتمر العالمي للمرأة في مكسيكو سيتي 1975 ، الذي اعتمد خطة عمل عالمية تتبناها جميع الدول المنضمة إلى الأمم المتحدة، ويكون هدفها ضمان مزيد من اندماج المرأة في مختلف مرافق الحياة،و مؤتمر كوبنهاجن – الدانمارك 1980 الذي عقد تحت شعار: "عقد الأمم المتحدة للمرأة العالمية: المساواة والتنمية والسلام" ،و"اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" ( السيداو) التى أكدت ان التنمية الكاملة لبلد ما ،ورفاهية العالم وقضية السلم تتطلب جميعاً أقصى مشاركة من المرأة على قدم المساواة مع الرجل فى جميع الميادين ، حيث تضع الإتفاقية المؤلفه من 30 مادة فى قالب قانونى ملزم المبادىء والتدابير المقبولة دولياً لتحقيق المساواة فى حقوق المرأة فى كل مكان ،
ومؤتمر بكين الذي عقد عام 1995، وقد صدر عنه إعلان بكين الذي كان من فقراته :
- تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب حياة المجتمع بما في ذلك عملية صنع القرار وبلوغ مواقع السلطة.
- الاعتراف الصريح بحقِّ جميع النساء في التحكم بجميع الأمور المتعلقة بصحتهنّ وخصوصاً تلك المتصلة بالإنجاب.
اتخاذ جميع التدابير اللازمة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
الحضور الكريم :
تعد مشاركة المرأة فى مواقع صنع القرار ضرورة أساسية للممارسات الديمقراطية ،حيث يعتبر تمثيل المرأة فى تلك المواقع مقارنةً بالرجل أحد المؤشرات الدالة على تقدم الدول ،
وإذا نظرنا للإحصائيات فى مصر،فسنجد أن المرأة قد غابت كثيراً عن المشاركة في الحياة السياسية ، لدرجة ان مصر أصبحت فى مؤخرة قائمة الدول العربية بالنسبة لتمثيل المرأة في المجالس النيابية ،
ففى عام 2010 بلغت عضوية المرأة فى مجلس الشعب 12.7% بسبب تطبيق نظام الكوتا الذى قضى بتخصيص (64) مقعدا للمرأة بمجلس الشعب ،وخلال التجديد النصفى لمجلس الشورى بلغ نسبة الإناث 8% ، وبعد إلغاء الكوتا تدنت تلك النسبة لتصل فى عام 2012 إلى أقل من 2% حيث وصلت 9 سيدات فقط من أصل 508 لعضوية مجلس الشعب ..
ووفقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء المصرى فإن نسبة بطالة الإناث تبلغ ( أربعة ) أضعاف بطالة الذكور ،
وبشأن مشاركة المرأة فى المناصب الإدارية العليا فلاتزال أقل من المأمول ،حيث تشير البيانات أن نسبة الإناث شاغلى وظائف الإدارية العليا من إجمالى (موظفى الإدارة العليا )بلغت 31.2% للنساء مقابل 68.8% للرجال فى عام 2010/2011 .
وبشأن أعضاء السلك الدبلوماسى نجد أنه وفقا لإحصاءات عام 2010، أن 8.7 % من الإناث وصلنّ لمنصب سفير ممتاز .
وفى المجال الصحى فإن الإحصائيات تشير إلى أن معدل الوفيات عام (2010) بلغ )5.6%) للرجال ،و (6.7%)للإناث ،كما أن (38% )من الذكور فى الفئة العمرية 15- 59 وحوالى (18%) فقط من الإناث فى نفس الفئة العمرية لديهم تغطية من التأمين الصحى.
وبشأن نسب الأمية ،نجد أنه وفقاً لتعداد 2006 ،فقد انخفضت نسبة أمية الذكور إلى 22 % ،بينما تصل تلك النسبة بين الإناث إلى 37 % ، وتصل نسبة الذكور الحاصلين على مؤهل أقل من المتوسط / متوسط /فوق متوسط /جامعى إلى 53% بين الذكور ،و43% بين الإناث .
الحضور الكريم
لقد كان إنشاء المجلس القومي للمرأة عام 2000 كآلية وطنية حكومية ، خطوة واسعة في طريق النهوض بقضايا المرأة المصرية وتحقيق المساواة الفعلية بجهود وطنية مخلصة ومساندة مجتمعية ، في محاولة لإزالة أشكال التمييز ضد المرأة ومحو أميتها وتنمية قدراتها وزيادة إمكاناتها ،
حيث اتخذ المجلس بعد إعادة تشكيله فى فبراير 2012 خطوات فعلية للوصول للمرأة الريفية والفقيرة والمهمشة وقاطنى العشوائيات لمواجهة تلك الثقافة وتغييرها ،
ويواجه المجلس حالياً تحديات بالغة الصعوبة لممارسة دوره لعل من أهمها :
الحضور الكريم
مازال المجلس يواصل جهوده رغم التحديات التي تواجهه حالياً حيث بدت معالجة قضايا المرأة تسير عكس التيار ، وهو ما يستوجب ضرورة التكاتف لمواجهة هذه الفترة العصيبة في تاريخ المرأة المصرية ، وتضافر جميع الجهود لتغيير الثقافة المجتمعية وتحقيق التمكين الاقتصادي والسياسى والإجتماعى للمرأة ، وهنا يلعب الإعلام دوراً رئيسياً ويقع عليه عبء كبير يتمثل فى مسؤليته الإجتماعية لتحقيق هذا الهدف .
وفي النهاية أدعو الجميع حكوميين ومنظمات مجتمع مدني للوقوف ضد الردة الحالية التي تحاول الانقضاض على مكتسبات المرأة .
مع تمنياتي بالتوفيق .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حملات صوتك لمصر بكرة 2018، 2019 تم تنفيذ عدد (2) حملة توعوية انطلقت على مستوى القرى والنجوع والكفور بكافة المحافظات للتثقيف والتعريف بأهمية مشاركة الناخبات والتوجه للإدلاء بأصواتهن في الاستحقاق الرئاسي 2018، والتعديلات الدستورية 2019، استفادت منها (6,705,441) وتضمنتا التالي من فعاليات:
طرق أبواب {5,432,306}.
فعاليات توعوية متنوعة {احتفاليات / ندوات تثقيفية 1,273,135}.
الأربعاء 22 أبريل 2020 10:21 م المزيد
في اطار المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية ، وتنفيذا للمبادره الرئاسيه" حياه كريمه " يواصل فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الشرقية سلسله تدريبات رياده الاعمال لتمكين السيدات اقتصاديا ، وذلك بقرى المحافظة ، خلال الفترة من ٥ وحتى ١٢ ابريل ٢٠٢٢. يذكر أن برنامج ريادة الأعمال يستهدف تدريب ١٣٦ ألف سيدة على إدارة مشروعاتهن ، و يتضمن تعريف السيدات بمبادئ التخطيط ، والتسويق ،والمفاهيم الأساسية لريادة الأعمال كالإبتكار وتقييم الفرص وإدارة الوقت والمسؤوليات وتحديد الأولويات ، بالإضافة إلى شرح نموذج العمل التجاري وقواعد المحاسبة وخطوات تسجيل وترخيص أى مشروع جديد ، كذلك التعرف على عدد من الجهات التى تقدم خدمات المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر و التى يمكن للسيدات الاستفادة من خدماتها .
الثلاثاء 12 أبريل 2022 02:28 م