لا يسعني اليوم إلا أن أتوجه بكل التحية والتقدير لجميع نساء العالم، وأن أخص بالشكر المرأة المصرية التي ناضلت وتحملت الكثير وشاركت بكل قوة لبناء مجتمعاً ديمقراطياً يؤمن بالحرية والمساواة.

لقد توج العالم نضال المرأة ومطالبتها بحقوقها منذ أكثر من قرن، وخصص يومنا هذا – 8 مارس – ليصبح رمزاً نحتفل فيه بتضحيات المرأة وإسهاماتها في بناء أوطانها.

يأتي احتفالنا اليوم تحت شعار "تحقيق المساواة هو تقدم للجميع" ليرتبط بمطالب المرأة المصرية ومطالبنا جميعاً.

منذ أكثر من قرن خرجت النساء العاملات في مظاهرات لتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال، وطالبن بحقهن في التصويت، وكذلك خرجت المرأة المصرية في ثورة 25 يناير و 30 يونيه تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهي حقوق وآمال لا يمكن بلوغها دون تعزيز مبدأ المساواة.

بالرغم من نجاح العالم في تسليط الضوء على قضايا المرأة، تأكيداً على ارتباطها بكافة قضايا التنمية ، وأن حل مشكلات المرأة يعني حل لمشكلات المجتمع، إلا إننا لازلنا حتى الآن نطالب بتحقيق مبدأ المساواة... لازلنا نطالب بحق المرأة في التعليم والإرث وتقلد المناصب القيادية خاصة القضاء.. حقها المتساوي للرجل في البرلمان .. حقها في التمتع بالأمن والسلامة في الشارع والعمل والمنزل... حقها في الرعاية الصحية وتأمين سبل المعيشة الكريمة.

الآن يقع على كاهلنا جميعاً مسئولية عظيمة... مسئولية البناء .. بناء أوطان .. بناء عقول وأفكار تؤمن بهذه المبادئ .. تؤمن بأن تقدمنا مرتبط ارتباطاً كلياً بتقدم نصف المجتمع، فتحقيق المساواة يجب ألا يكون مطلب للمرأة فقط بل يجب أن يكون هدفنا جميعاً للتغلب على تحديات الفقر والجوع والجهل، والتمتع بالرفاهية والرخاء.

لا ننكر أن نضال المرأة المصرية وطموحاتها أثمر عن دستور جديد يستجيب لهذه التطلعات ويقرها، لكن التحدي يكمن في التطبيق على أرض الواقع، فعلينا أن نترجم هذه الحقوق إلى قوانين وإجراءات وسياسات تنتهجها كافة مؤسسات الدولة ويعاوننا في تنفيذها المجتمع المدني ومنظمات المجتمع الدولي