كليوباترا الأولى هى بنت أنتيوخوس الثالث ملك سوريا وأمها الملكة لأوديكى الثالثة ، كانت السبيل الى سياسة وفاق بين مصر وسوريا بعد عدة صراعات أنهكت البلدين بخصوص ملكية جوف سوريا ،وقد نصح الأوصياء على عرش الملك الطفل بطليموس الخامس بهذا الزواج حتى ينتهى هذا الصراع ،وهو ماكانت ترغب فيه أيضاً سوريا لذلك وافق الملك أنتيخوس الثالث ملك سوريا على هذه المصاهرة السياسية مع مصر على الرغم من صغر سن ابنته الاميرة كليوباترا. كان هم كليوباترا عندما أخذت مقاليد الحكم فى يديها أن تبذل كل جهودها فى رعاية أطفالها بنفسها والحفاظ على العرش لبكرها،وقد عملت طوال مدة حياتها على ان تبقى مصر بعيدة عن الحروب،وهى سياسة أثبتت ذكائها وبعد نظرها فى ادارة شئون البلاد، وكانت لاتزال صغيرة فى ريعان الشباب ، وقد بدأت عهد ابنها بإظهار سياسة الود تجاه سوريا التى يحكمها أخوها سليوكوس الرابع،مما وضع حداً للتوتر الذى نشب بين البلدين فى آواخر عصر بطليموس الخامس، وكذلك بمهادنة روما ومحالفتها والبقاء على الولاء لها للمحافظة على ملك ابنها مما برهن على بعد نظرها. كانت روما الدولة الفتية الصاعدة وصاحبة الكلمة السياسية العليا فى حوض البحر المتوسط آنذاك،والتى تسعى باقى دول جوار المتوسط لمحالفتها وكسب صداقتها ،وهى الدولة التى زادت قوتها واتسعت رقعتها على حساب جيرانها حتى أصبحت مع نهاية القرن الأول قبل الميلاد الإمبراطورية الرومانية صاحبة القوة والنفوذ كأقوى دولة فى زمانها،وهو مااستشعرته كليوباترا الأولى صاحبة الحكم فى مصر وحاولت بسياستها الحفاظ على ملك ابنها واستمرت على هذه السياسة حتى وفاتها عام 176ق.م.وهى مازالت فى ريعان شبابها. كان موت كليوباترا الأولى بمثابة ردة فى العلاقات السياسية بين مصر وسوريا،ولم نعرف حتى الان الظروف التى ماتت فيها،إلا أن وفاتها هزت عرش مصر بشكل كبير إذ أن ابنها بطليموس السادس كان لايزال فى سن الوصاية فوقع فى براثن رجال القصر الذين كانوا ملتفين حولة.   المصدر:كتاب ملكات مصر 2017 ، للدكتور ممدوح محمد الدماطى الكتاب متوفر فى مكتبة المجلس القومى للمرأة